بالصور .. حصاد اللجان الشعبية !

على
هامش الأحداث الأخيرة وقعت أشياء لا يمكن تصديقها .. فهل يعقل أن يقوم على
تنظيم المرور وتفتيش المارة ناس سوابق أو بلطجية ؟ ففى الأيام الأولى من
الأزمة الأخيرة استطاع هؤلاء – للأسف - القيام بدور كبير فى تأمين الشوارع
الرئيسية وحماية الممتلكات العامة والخاصة .






كتب : محمد شعبان
تصوير : محمد لطفى – أميرة عبد المنعم
وكان لهؤلاء دوراً كبيراً فى اللجان الشعبية التى انتشرت فى القاهرة
والمحافظات ، ففى ميدان رمسيس كانت هناك أكثر من نقطة تفتيش شعبية على
المارين المتجهين إلى ميدان التحرير أو العائدين منه والغريب أن القائمين
على هذه النقطة لا يجيدون القراءة والكتابة وعدد كبير منهم إما سوابق أو رد
سجون .. ولكنهم قرروا أن يكون لهم دور إيجابى فى البلد ، واقتربنا من
أحدهم وهو محمود على الشهير بحلمبوحة الذى يسكن فى منطقة القللى وهو شاب
غير متعلم ويعمل فى ورشة ميكانيكا قريبة من رمسيس ، يقول : كان دورنا أن
نفتش العربيات على أساس أنه ممكن تكون فيه حتة سلاح أو حد مسجل خطر أو
مسجون هربان ولو قبضنا على حد نسلمه للجيش أو ، والشرطة بعد نزولها قالت
لنا خليكم فى مكانكم لأننا عملنا واجب كبير .. إحنا كنا بنفتش عربيات
الشرطة نفسها! بس دلوقتى كل واحد عرف مقامه وهنرجع بيوتنا زى ما كنا.




وفى شوارع وسط البلد بالقاهرة توجد العشرات من نقاط التفتيش وأغلب
المتواجدين فيها من أصحاب المحلات أو ناس جاءوا من مناطق مجاورة لتأمين
المنشئات الموجودة فى هذه المنطقة وكان لهم دور كبير فى ذلك حيث أحبط هؤلاء
الشباب محاولات عديدة لسرقة البنوك ويحكى لنا أحمد حسنى (22سنة) أحد هؤلاء
الشباب قائلاً: فى الأيام الأولى قبل نزول الشرطة كانت الدنيا خربانة فى
وسط البلد فقلنا نعمل لجنة لحماية المحلات وفعلاً أمسكنا ليلة السبت الماضى
ثلاثة لصوص مسلحين ومعهم 3 رشاشات آلى وكانوا فى طريقهم للسطو على البنك
العربى لكننا أمسكناهم وربطناهم فى أعمدة الإنارة وأحضرنا الجيش الذى
تسلمهم.




وبعد أن ألقى الرئيس مبارك خطابه الثانى والذى لاقى تعاطفاً وترحيباً
كبيراً فى الشارع المصرى فإن دور الشباب فى وسط البلد لم يعد فقط تفتيش
المارة ، وإنما حاول بعضهم أعاقة الشباب من الوصول لميدان التحرير أو إيصال
المعونات والأكل إليهم أو القبض على حاملى المنشورات العدائية ونظراً لأن
عدداً كبيراً من هؤلاء الشباب ليسو مثقفين أو لا يجيدون القراءة والكتابة
فقد كانت تحدث مواقف فى غاية الطرافة فمثلاً فى شارع 26 يوليو ألقى هؤلاء
الشباب القبض على شاب لأنه كان يحمل فى يديه كتاباً كان عنوانه" كيف تفجر
طاقتك الكامنة" وهو كتاب عادى جدا فى مجال التنمية البشرية لكن اللجنة
الشعبية رأت أنه كتاب تحريضى خطر على الأمن العام وعلى الفور تم تسليم
الكتاب وصاحبه للجيش وللشرطة!! أيضاً كان لهؤلاء الشباب الدور الأكبر فى
القبض على العناصر الأجنبية الإثارية التى حاولت التسلل إلى ميدان التحرير.




الغريب أن المتحف المصرى تحول طيلة الأيام والليالى الماضية إلى مكان لحجز
المجرمين حيث كان يتم ربط هؤلاء المجرمين فى الأعمدة الرخامية الموجودة فى
بحديقة المتحف تمهيداً لتسليمهم وهذا يحدث لأول مرة فى تاريخ هذا المكان.
أما عن دور الشباب فى المناطق الأخرى فلم يقل أهمية رغم أن السناريو
تقريباً يكاد يكون متكرراً ففى شوارع الهرم وفيصل ومصر والسودان والدقى
وجامعة الدول العربية وشبرا جميعها كانت مكتظة بنقاط التفتيش والحراسة
الأمنية باستخدام الشوم والنبابيت والأسلحة البيضاء والمطاوى والطبنجات
والبنادق حيث كشفت الأحداث الأخيرة عن وجود كم هائل من الأسلحة المتخفية
التى ظهرت بحرية فى هذه الأحداث والمدهش أن فى كل نقطة تفتيش شعبية مطلوب
إظهار البطاقة الشخصية وتفتيش الشنط والحقائب أما السيارت فيكون مطلوب من
سائقيها فتح الشنطة الخلفية للتأكد من خلوها من أى أسلحة أما سيارت الأجرة
فكان يتم التفتيش على الرخصة إلى جانب سؤال الركاب عما إذا كان السائق قد
استغل الأحداث فى رفع قيمة الأجرة أم لا حيث كان يتم مصادرة سيارة من يفعل
ذلك وتسليمه للجيش بعد أن يحصل على علقة ساخنة




كما كان للشباب دور آخر فى إعادة المسروقات إلى أصحابها ففى شوارع
العمرانية بمنطقة الهرم كانت تنتشر العديد من الافتات التى تشير إلى ضرورة
تعاون اللجان الشعبية فى رد الأمانات إلى أهلها وتم تخصيص مقر جمعية
التضامن بشارع المدينة المنورة لتسليم المسروقات التى تمت سرقتها من قسم
العمرانية والسنترال والمدارس على ألا يسأل عن هوية من قام بتسليمها كما
حذرت اللجان الشعبية أيضاً من جماعات تدعى أنها من مصلحة البريد أو
التبرعات أو القمامة أو التطعيم من إقتحام البيوت تحت هذه المسميات فى هذه
الظروف الحرجة وفى بولاق الدكرور ورملة بولاق تم تسليم الكثير من السروقات
لأصحابها.