أين أنت من هؤلاء ؟
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أين أنت من هؤلاء ؟
أين أنت من هؤلاء ؟ بقلم :علاء
كلما قرأت عن هؤلاء الذين أراد الله لهم أن يكونوا منارات مضيئة ، وعلامات
دالة ، ومصابيح هداية ، وقادة راشدين ، مناضلين ، محررين ، فاتحين ،
مؤمّنين ، ومأمونين ، مهتمين بأمر الخلق، حافظين لكل عهد ، آلوا على أنفسهم
ألا يهدأ لهم بال، ولا يستقر لهم حال ، ولا يغمض لهم جفن ، ولا يجف لهم
دمع ، ولا يرتاح لهم جانب ، ولا يقصروا جهدا يستطيعوه لنصرة مظلوم ،
ومحاربة ظالم ، وإغاثة ملهوف ، وإعانة محتاج ، وتأييد محق ، ونشر فضيلة ،
ومحاربة رزيلة ، وستر عيب مضطر جاهل ، وفضح أمر فاجر مجاهر ، وقد شبوا على
ذلك فى سن صغيرة ، وما زال عطاءهم متواصل حتى أخر نفس وطاقة .
وأنظر الى نفسى وكثير مثلى ممن تخطوا سن الشدة من بعد الرشد مصداقا لقوله "
حتى إذا بلغ أشده " ولم نفعل ما يؤمنا عند الوقوف بين يدى ربنا عندما
يسألنا :عن عمرنا فيما أفنيناه ؟وعن شبابنا فيما أبليناه ؟ وعن علمنا ماذا
عملنا فيه ؟ وعن مالنا من أين اكتسبناه وقيما أنفقناه ؟
فيضيق صدرى ، ويهيج قلبى، ويفور دمى ، ويعلو ضغطى ، ويشخص بصرى ، ويسرح
خيالى ،و يهطل دمعى ، ويحمى جسدى ، وتضيق على نفسى ، بل تضيق على الدنيا
بما رحبت ، وتنتابنى حيرة ، وتجول بخاطرى أسئلة ،
ماذاعلىّ أن أفعل ؟
وكيف أفعل ؟
وما حدود فعلى ؟
وما أثر فعلى ؟
وأين لى من معين ؟
وما دورى فى الحياة ؟
كل هذا يزيدنى هما وغما ، فوق ما أنا فيه من كرب وحزن ، لما أراه من حال
المسلمين بين العالم ، بلاد وثروات مسلوبة ، وحروب منشوبة ، و ومؤامرات
محاكة يؤيدها ويطبقها أصحاب المصالح الدنيا والضمائر الغائبة ، ودول
مقسمة ، وقوة مهدرة ، وأخلاق مبدولة ، وأهواء متبعة ، وأنانية سائدة ،
ومادية طاغية ، و تسلط وتحكم وقهر وسطوة وخيانة الحكام ، وردوخ المحكومين ،
وذلة وانقياد واتباع لمن يجب مخالفتهم بل واتباع سننهم شبرا بشبر وذراع
بذراع كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أكثرمن الف وأربعمائة
عام ، ومخالفة شرعنا ، وهدر حقوق ديننا ، وهدم ما بناه أجدادنا ، وضياع ما
بقى من عزتنا ومجدنا .
هل سنظل من هؤلاء الذين يأتون الى الدنيا ويخرجون منها دون أن يدرى بهم أحد
، و كأنهم لم يأتوها ؟
حقا أن عامة الناس وكثرتهم من هؤلاء الذين لا يؤبه لهم ، رغم أن على
اكتافهم تقوم الحياة المادية ، فهم الذين يزرعون ، وهم الذين يصنعون ، وهم
الذين يبنون ، وهم الذين يتاجرون ، وهم الذين يطبقون كل ما تبدعه العقول ،
فهم ينفعون جميع الخلق وهم لايدرون ( فالناس بعضهم لبعض خدم دون أن يدروا )
ويظنون أنهم إنما ينفعون أنفسهم ويسعون لتأمين عيشهم وتوفير المطعم
والمسكن والمأوى لزويهم - مع أنهم لا ينقصهم سوى استحضار النية بنفع الخلق
بهذا العمل ، فبالنية تتحول العادة الى عبادة - فليس لديهم تخطيط ولا علم
بأنهم يمثلون اساس الكون وبناءه ، أفكارهم محدودة ، وهممهم محطوطة ،
وأصواتهم مكبوته ، ولا يدرون عما يدور فى الكون من منافسات ، ومسابقات ،
وصراعات ، شيئا .
ولعل الله العظيم له فى ذلك حكما فلو وعى هؤلاء ماذا يعنى أن يكون قائدا
وماذا يعنى أن يكون سيدا وماذا يعن أن يكون آمرا، وماذا يعنى أن يكون
متقدما متبوعا لا تابعا ، لما رضى أن يباشر عمله ، ويوفر وسائل الحياة
هؤلاء القلة الذين وعوا هذه المعانى ، والذين يمثلون قلة قليلة يمكن
تقسيمها الى طائفتين :
طائفة تضحى بالكل من أجل مصالحها، وهواها ،وسطوتها ،وسيطرتها .
وطائفة تضحى بنفسها من أجل الكل، لأنهم يدركون رسالتهم فى الحياة ،وأنهم
خلفاء الله فى الأرض يجب أن يعمروها وفقا لشريعته ، وأن يحفظوا حقوق الخلق
وفقا لأوامره ، وإن كلفهم ذلك راحتهم بل وحياتهم ، فلا يسكتون على مظلمة ،
ولا يرضون بمنقصة ، يقضون حياتهم جهادا ومجاهدة ومحاربة لهذه الطائفة
المنافسة التى لا تعمل إلا لنفسها ، فتحاول الأخيرة أن تقصيهم من طريقها
وإن استخدموا فى سبيل ذلك كل طريق ملتو وكل وسيلة غير شرعية ، فهؤلاء لا
يخافون الله ولا يملكون ضمائر حية ، ولا يتذكرون أنهم ما خلقوا عبثا وأنهم
الى الله راجعون . فهم يثبطون اصحاب الهمم ، ويحولون بينهم وبين أداء
رسالتهم .
وتظل الأدوار بينهم سجال فتارة يقوى هؤلاء وتارة يقوى هؤلاء ووسائل القوة
ثابتة لا تتغير ، فمن اتقى الله ، وخالف هوى نفسه ، وسعى مخلصا لنفع خلق
الله ، كان من خير الناس وممن يمكن الله لهم ويدافع عنهم ولوبعد مجاهدة
وصبر "إن الله يدافع عن الذين آمنوا " .
من أمر بالعروف ونهى عن المنكر وآمن بالله يحفظون العهود ويألمون لضياع حق
هؤلاء وعدهم الله أن يجعلهم خير أمة أخرجت للناس هؤلاء الذين بين الله لهم
وسائل الخلافة والتمكين فى الأرض فى قوله "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي
الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ
لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ
بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا
وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) النور
ومن خالف كل هذا مكن الله منه عدوه إذا أخلص ولو كان كافرا ، فإن الله
يقيم دولة الكفر العادلة ولا يقيم دولة الإسلام الظالمة .
وبعد كل هذا يجب أن نسأل أنفسنا من أى الفئات نحن ؟
من العامة ؟
أم من الفئة التى لا تعرف الا مصالحها ولو بهلاك الآخرين ؟
أم من القلة التى تقضى حياتها لنفع الناس ورفع كلمة الله وهداية الخلق ؟
وإذا كنت من النافعة فعليك أن تدلنا ماذا فعلت من خير ظهر أثره ؟
وتبين لنا أى طريق نسلك ؟
وكيف يكون دورنا فاعلا وعملنا ظاهرا مؤثرا ؟
فليفيدنا كل صاحب تجربة عملية ناجحة فى مجال الخير ويدلنا عليه، لعلنا
نطبقه ،أو نقتبس منه، أو نزيد عليه .
هدانا الله وإياكم الى الرشاد ، وبلغنا وإياكم عز الإسلام ، وهداية الخلق
أجمعين الى الصراط المستقيم آمين .
كلما قرأت عن هؤلاء الذين أراد الله لهم أن يكونوا منارات مضيئة ، وعلامات
دالة ، ومصابيح هداية ، وقادة راشدين ، مناضلين ، محررين ، فاتحين ،
مؤمّنين ، ومأمونين ، مهتمين بأمر الخلق، حافظين لكل عهد ، آلوا على أنفسهم
ألا يهدأ لهم بال، ولا يستقر لهم حال ، ولا يغمض لهم جفن ، ولا يجف لهم
دمع ، ولا يرتاح لهم جانب ، ولا يقصروا جهدا يستطيعوه لنصرة مظلوم ،
ومحاربة ظالم ، وإغاثة ملهوف ، وإعانة محتاج ، وتأييد محق ، ونشر فضيلة ،
ومحاربة رزيلة ، وستر عيب مضطر جاهل ، وفضح أمر فاجر مجاهر ، وقد شبوا على
ذلك فى سن صغيرة ، وما زال عطاءهم متواصل حتى أخر نفس وطاقة .
وأنظر الى نفسى وكثير مثلى ممن تخطوا سن الشدة من بعد الرشد مصداقا لقوله "
حتى إذا بلغ أشده " ولم نفعل ما يؤمنا عند الوقوف بين يدى ربنا عندما
يسألنا :عن عمرنا فيما أفنيناه ؟وعن شبابنا فيما أبليناه ؟ وعن علمنا ماذا
عملنا فيه ؟ وعن مالنا من أين اكتسبناه وقيما أنفقناه ؟
فيضيق صدرى ، ويهيج قلبى، ويفور دمى ، ويعلو ضغطى ، ويشخص بصرى ، ويسرح
خيالى ،و يهطل دمعى ، ويحمى جسدى ، وتضيق على نفسى ، بل تضيق على الدنيا
بما رحبت ، وتنتابنى حيرة ، وتجول بخاطرى أسئلة ،
ماذاعلىّ أن أفعل ؟
وكيف أفعل ؟
وما حدود فعلى ؟
وما أثر فعلى ؟
وأين لى من معين ؟
وما دورى فى الحياة ؟
كل هذا يزيدنى هما وغما ، فوق ما أنا فيه من كرب وحزن ، لما أراه من حال
المسلمين بين العالم ، بلاد وثروات مسلوبة ، وحروب منشوبة ، و ومؤامرات
محاكة يؤيدها ويطبقها أصحاب المصالح الدنيا والضمائر الغائبة ، ودول
مقسمة ، وقوة مهدرة ، وأخلاق مبدولة ، وأهواء متبعة ، وأنانية سائدة ،
ومادية طاغية ، و تسلط وتحكم وقهر وسطوة وخيانة الحكام ، وردوخ المحكومين ،
وذلة وانقياد واتباع لمن يجب مخالفتهم بل واتباع سننهم شبرا بشبر وذراع
بذراع كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أكثرمن الف وأربعمائة
عام ، ومخالفة شرعنا ، وهدر حقوق ديننا ، وهدم ما بناه أجدادنا ، وضياع ما
بقى من عزتنا ومجدنا .
هل سنظل من هؤلاء الذين يأتون الى الدنيا ويخرجون منها دون أن يدرى بهم أحد
، و كأنهم لم يأتوها ؟
حقا أن عامة الناس وكثرتهم من هؤلاء الذين لا يؤبه لهم ، رغم أن على
اكتافهم تقوم الحياة المادية ، فهم الذين يزرعون ، وهم الذين يصنعون ، وهم
الذين يبنون ، وهم الذين يتاجرون ، وهم الذين يطبقون كل ما تبدعه العقول ،
فهم ينفعون جميع الخلق وهم لايدرون ( فالناس بعضهم لبعض خدم دون أن يدروا )
ويظنون أنهم إنما ينفعون أنفسهم ويسعون لتأمين عيشهم وتوفير المطعم
والمسكن والمأوى لزويهم - مع أنهم لا ينقصهم سوى استحضار النية بنفع الخلق
بهذا العمل ، فبالنية تتحول العادة الى عبادة - فليس لديهم تخطيط ولا علم
بأنهم يمثلون اساس الكون وبناءه ، أفكارهم محدودة ، وهممهم محطوطة ،
وأصواتهم مكبوته ، ولا يدرون عما يدور فى الكون من منافسات ، ومسابقات ،
وصراعات ، شيئا .
ولعل الله العظيم له فى ذلك حكما فلو وعى هؤلاء ماذا يعنى أن يكون قائدا
وماذا يعنى أن يكون سيدا وماذا يعن أن يكون آمرا، وماذا يعنى أن يكون
متقدما متبوعا لا تابعا ، لما رضى أن يباشر عمله ، ويوفر وسائل الحياة
هؤلاء القلة الذين وعوا هذه المعانى ، والذين يمثلون قلة قليلة يمكن
تقسيمها الى طائفتين :
طائفة تضحى بالكل من أجل مصالحها، وهواها ،وسطوتها ،وسيطرتها .
وطائفة تضحى بنفسها من أجل الكل، لأنهم يدركون رسالتهم فى الحياة ،وأنهم
خلفاء الله فى الأرض يجب أن يعمروها وفقا لشريعته ، وأن يحفظوا حقوق الخلق
وفقا لأوامره ، وإن كلفهم ذلك راحتهم بل وحياتهم ، فلا يسكتون على مظلمة ،
ولا يرضون بمنقصة ، يقضون حياتهم جهادا ومجاهدة ومحاربة لهذه الطائفة
المنافسة التى لا تعمل إلا لنفسها ، فتحاول الأخيرة أن تقصيهم من طريقها
وإن استخدموا فى سبيل ذلك كل طريق ملتو وكل وسيلة غير شرعية ، فهؤلاء لا
يخافون الله ولا يملكون ضمائر حية ، ولا يتذكرون أنهم ما خلقوا عبثا وأنهم
الى الله راجعون . فهم يثبطون اصحاب الهمم ، ويحولون بينهم وبين أداء
رسالتهم .
وتظل الأدوار بينهم سجال فتارة يقوى هؤلاء وتارة يقوى هؤلاء ووسائل القوة
ثابتة لا تتغير ، فمن اتقى الله ، وخالف هوى نفسه ، وسعى مخلصا لنفع خلق
الله ، كان من خير الناس وممن يمكن الله لهم ويدافع عنهم ولوبعد مجاهدة
وصبر "إن الله يدافع عن الذين آمنوا " .
من أمر بالعروف ونهى عن المنكر وآمن بالله يحفظون العهود ويألمون لضياع حق
هؤلاء وعدهم الله أن يجعلهم خير أمة أخرجت للناس هؤلاء الذين بين الله لهم
وسائل الخلافة والتمكين فى الأرض فى قوله "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي
الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ
لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ
بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا
وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) النور
ومن خالف كل هذا مكن الله منه عدوه إذا أخلص ولو كان كافرا ، فإن الله
يقيم دولة الكفر العادلة ولا يقيم دولة الإسلام الظالمة .
وبعد كل هذا يجب أن نسأل أنفسنا من أى الفئات نحن ؟
من العامة ؟
أم من الفئة التى لا تعرف الا مصالحها ولو بهلاك الآخرين ؟
أم من القلة التى تقضى حياتها لنفع الناس ورفع كلمة الله وهداية الخلق ؟
وإذا كنت من النافعة فعليك أن تدلنا ماذا فعلت من خير ظهر أثره ؟
وتبين لنا أى طريق نسلك ؟
وكيف يكون دورنا فاعلا وعملنا ظاهرا مؤثرا ؟
فليفيدنا كل صاحب تجربة عملية ناجحة فى مجال الخير ويدلنا عليه، لعلنا
نطبقه ،أو نقتبس منه، أو نزيد عليه .
هدانا الله وإياكم الى الرشاد ، وبلغنا وإياكم عز الإسلام ، وهداية الخلق
أجمعين الى الصراط المستقيم آمين .
رد: أين أنت من هؤلاء ؟
امين يا رب
موضوع جمييييييييييييييييييل
تسلم ايدك
موضوع جمييييييييييييييييييل
تسلم ايدك
marmar- احلى بنوت
- الجنس :
عدد المساهمات : 1388
العمر : 29
رد: أين أنت من هؤلاء ؟
ااااااااااااااااااامين
ملكة الحب- زيرو فعال
- الجنس :
عدد المساهمات : 47
العمر : 31
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى