البركه بالشباب
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
البركه بالشباب
كيف لي أن أكون رحيماً ؟
دعونا نُجرِ مقارنة بين آثار الرحمة وآثار القسوة وطبيعة كل منهما لنعرف لماذا أراد لنا الاسلام أن نكون (رحماء) بيننا
1 ـ (الرحمة) تؤلّف بين القلوب ، وتذوّب الجليد ، وتزيل الحواجز ، وتفتح
سبل التفاهم والتعاون (فبما رحمة من الله لنت لهم ) . و (القسوة) تبغِّض
وتنفِّر وتزرع الأحقاد (ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك )() .
فالرحمة قوّة جاذبة ، والقسوة قوّة طاردة .
2 ـ (الرحمة) خلق ربّاني ، يعامل الله بها عباده ـ حتى المسيئين منهم ـ
وهو الذي أغراهم باللجوء إلى خيمة رحمته حينما يخطئون أو يذنبون أو يسرقون
على أنفسهم ، أي أ نّهم يهربون منه إليه .
أمّا (القسوة) فخلق شيطانيّ ، تركبُ ذوي النفوس المريضة ، والشاعرين بعُقدة النقص من الطواغيت والجبابرة وظالمي أنفسهم وغيرهم .
الرحمة .. اقتدار وعفو .
القسوة .. ضعف وبطش .
3 ـ (الرحمة) تعبير رائع وجميل عن إنسانية الانسان في الكلمة والموقف ، و (القسوة) تعبير عن الجانب الحيواني الشرس المفترس .
فالذئب أو النمر أو الأسد لا يرون في التعامل مع الفريسة سوى أنّها وليمة
يسدون بها جوعتهم .. فالقسوة (غريزة) لا عقل لها .. و (الرحمة) عقل راجح
وعاطفة جيّاشة .. عقل ينادي بها ويدعو لها لأ نّها تنسجم مع مبادئ الحق
والخير والجمال ، والقلب يهتف بها لأ نّها طريقه الأوسع إلى العقل .
4 ـ (الرحمة) تربِّي وتهذِّب وتشذِّب وتعلِّم وتقوّم ، و (القسوة) تعلِّم أيضاً ، ولكن شتّان بين التعليمين .
(الرحمة) تعلِّم كيفية التقاء العقل مع العقل ، والقلب مع القلب والانسان مع أخيه الانسان ، فهي تعارف وتحابب وتواصل .
و (القسوة) تعلِّم الحقد والكراهية والضغائن والثأر والانتقام .
(الرحمة) إذن ربح كبير .
و (القسوة) خسارة فادحة .
5 ـ (الرحمة) اسلوب الأقوياء ، و (القسوة) اسلوب الضعفاء لأنّ مَنْ يحتاج
إلى القسوة والعنف الضعيف الذي يحاول تغطية نقاط ضعفه بقوّة البطش والسلاح
وتكبيل الأيدي وخنق الأنفاس .
القاسي .. لا يملك سوى قبضة الإرهاب والإرعاب ، فهو يمتلك من الانسان بدنه .
والرحيم .. يملك النفس العالية المتعالية ، ولذا فهو يمتلك من الانسان قلبه .
لكنّنا ونحن نجري هذه المقارنة بين (الرحمة) و (القسوة) لا بدّ من أن
نذكّر أنّ (الرحمة) يجب أن توضع في مواضعها الصحيحة ، كما أنّ (القسوة) أو
الشدّة يجب أن توضع في أماكنها المناسبة .
فأعداء الأمّة ومغتصبو حقوقها لا تنالهم منّا رحمة ، فنحن (أشدّاء على الكفّار) وما عداهم فلهم الرحمة ما وسعتها قلوبنا .
ورد في بعض الدعاء المأثور في استقبال شهر رمضان : «وفقنا .. أن نراجع
مَنْ هجرنا .. وأن ننصف مَنْ ظلمنا ، وأن نسالم مَنْ عادانا ، حاشا من
عودي فيك ولك ، فإنّه العدوّ الذي لا نواليه ، والحزب الذي لا نصافيه» .
ما هو الطريق إلى الرحمة ؟
الرحمة اكتسابية ، أي أ نّنا نحصل عليها بالتعلّم والتربية والتدريب ومبادلة الناس حبّاً بحبّ ، ورحمة برحمة .
لقد كان العرب في الجاهلية قساة ، لكنّ الاسلام استطاع أن يخلق من تلك القلوب القاسية قلوباً رحيمة حانية ملأت العالم رحمة .
وأمّا الطريق إلى الرحمة فيمرّ عبر القنوات التالية :
1 ـ إطاعة الله ورسوله . فالله الرّحمن الرّحيم ، ونبيّه الرحمة المهداة
إلى العالمين ، يدعوان إلى إرساء قواعد الرحمة بين الناس ، ومَنْ يتبعهما
في ذلك فيشيع الرحمة ، فإنّه يكون قد أطاعهما ونال وسام الرحمة من الدرجة
الأولى (وأطيعوا الله والرسول لعلّكم ترحمون )() . وقال تعالى : (اتّقوا
الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته )() .
2 ـ الإستماع إلى وحي القرآن الذي جعله الله هدى ورحمة للناس ، فالذي
يبحث عن الهدى وعن الرحمة فلا يذهبنّ بعيداً .. دونه القرآن يجد الرحمة
منبثّة في سوره وآياته ، ولذا قال تعالى : (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له
وأنصتوا لعلّكم ترحمون )() .
وهناك العديد من القصص التي تروى عن أولئك الذين نفذ نور الرحمة إلى قلوبهم وهم يستمعون إلى القرآن بآذان واعية .
3 ـ الذكر والدعاء طريقان آخران من طرق اكتساب الرحمة ،
فأنت تستنزل شآبيب الرحمة الإلهية بدعائك الذي يعترف لله بالعبودية ، وبين
يديه بالتقصير والمعصية ، ويناديه بلسان أهل توحيده أ نّه فقير إلى رحمته
وهو غنيّ عن عذابه .
4 ـ قراءة قصص السيرة النبويّة المطهّرة ، وقصص الأئمة الأطهار والأولياء
الصالحين الأبرار الذين عرفوا رحمة الله وعرّفوها للناس قولاً وعملاً ،
فملكوا أعنّة القلوب ، وكانوا مثلاً أعلى في الرحمة التي فتحت طرقاً واسعة
إلى العقول الضالّة والقلوب القاسية .
5 ـ أشعر قلبك بالرحمة .. إملأه بها .. لا تبخل على مَنْ حولك بها .. ولا تخف نفاداً .. فالرحمة ـ كالعلم ـ تزداد على الإنفاق .
أخيراً ..
ردِّد في أعقاب كلّ صلاة :
«أللّهمّ إنّ مغفرتك أرجى من عملي
وإنّ رحمتك أوسع من ذنبي ..
أللّهمّ إن كان ذنبي عندكَ عظيماً
فعفوك أعظمُ من ذنبي ..
أللّهمّ إنْ لم أكنْ أهلاً أن أبلغَ رحمتك
دعونا نُجرِ مقارنة بين آثار الرحمة وآثار القسوة وطبيعة كل منهما لنعرف لماذا أراد لنا الاسلام أن نكون (رحماء) بيننا
1 ـ (الرحمة) تؤلّف بين القلوب ، وتذوّب الجليد ، وتزيل الحواجز ، وتفتح
سبل التفاهم والتعاون (فبما رحمة من الله لنت لهم ) . و (القسوة) تبغِّض
وتنفِّر وتزرع الأحقاد (ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك )() .
فالرحمة قوّة جاذبة ، والقسوة قوّة طاردة .
2 ـ (الرحمة) خلق ربّاني ، يعامل الله بها عباده ـ حتى المسيئين منهم ـ
وهو الذي أغراهم باللجوء إلى خيمة رحمته حينما يخطئون أو يذنبون أو يسرقون
على أنفسهم ، أي أ نّهم يهربون منه إليه .
أمّا (القسوة) فخلق شيطانيّ ، تركبُ ذوي النفوس المريضة ، والشاعرين بعُقدة النقص من الطواغيت والجبابرة وظالمي أنفسهم وغيرهم .
الرحمة .. اقتدار وعفو .
القسوة .. ضعف وبطش .
3 ـ (الرحمة) تعبير رائع وجميل عن إنسانية الانسان في الكلمة والموقف ، و (القسوة) تعبير عن الجانب الحيواني الشرس المفترس .
فالذئب أو النمر أو الأسد لا يرون في التعامل مع الفريسة سوى أنّها وليمة
يسدون بها جوعتهم .. فالقسوة (غريزة) لا عقل لها .. و (الرحمة) عقل راجح
وعاطفة جيّاشة .. عقل ينادي بها ويدعو لها لأ نّها تنسجم مع مبادئ الحق
والخير والجمال ، والقلب يهتف بها لأ نّها طريقه الأوسع إلى العقل .
4 ـ (الرحمة) تربِّي وتهذِّب وتشذِّب وتعلِّم وتقوّم ، و (القسوة) تعلِّم أيضاً ، ولكن شتّان بين التعليمين .
(الرحمة) تعلِّم كيفية التقاء العقل مع العقل ، والقلب مع القلب والانسان مع أخيه الانسان ، فهي تعارف وتحابب وتواصل .
و (القسوة) تعلِّم الحقد والكراهية والضغائن والثأر والانتقام .
(الرحمة) إذن ربح كبير .
و (القسوة) خسارة فادحة .
5 ـ (الرحمة) اسلوب الأقوياء ، و (القسوة) اسلوب الضعفاء لأنّ مَنْ يحتاج
إلى القسوة والعنف الضعيف الذي يحاول تغطية نقاط ضعفه بقوّة البطش والسلاح
وتكبيل الأيدي وخنق الأنفاس .
القاسي .. لا يملك سوى قبضة الإرهاب والإرعاب ، فهو يمتلك من الانسان بدنه .
والرحيم .. يملك النفس العالية المتعالية ، ولذا فهو يمتلك من الانسان قلبه .
لكنّنا ونحن نجري هذه المقارنة بين (الرحمة) و (القسوة) لا بدّ من أن
نذكّر أنّ (الرحمة) يجب أن توضع في مواضعها الصحيحة ، كما أنّ (القسوة) أو
الشدّة يجب أن توضع في أماكنها المناسبة .
فأعداء الأمّة ومغتصبو حقوقها لا تنالهم منّا رحمة ، فنحن (أشدّاء على الكفّار) وما عداهم فلهم الرحمة ما وسعتها قلوبنا .
ورد في بعض الدعاء المأثور في استقبال شهر رمضان : «وفقنا .. أن نراجع
مَنْ هجرنا .. وأن ننصف مَنْ ظلمنا ، وأن نسالم مَنْ عادانا ، حاشا من
عودي فيك ولك ، فإنّه العدوّ الذي لا نواليه ، والحزب الذي لا نصافيه» .
ما هو الطريق إلى الرحمة ؟
الرحمة اكتسابية ، أي أ نّنا نحصل عليها بالتعلّم والتربية والتدريب ومبادلة الناس حبّاً بحبّ ، ورحمة برحمة .
لقد كان العرب في الجاهلية قساة ، لكنّ الاسلام استطاع أن يخلق من تلك القلوب القاسية قلوباً رحيمة حانية ملأت العالم رحمة .
وأمّا الطريق إلى الرحمة فيمرّ عبر القنوات التالية :
1 ـ إطاعة الله ورسوله . فالله الرّحمن الرّحيم ، ونبيّه الرحمة المهداة
إلى العالمين ، يدعوان إلى إرساء قواعد الرحمة بين الناس ، ومَنْ يتبعهما
في ذلك فيشيع الرحمة ، فإنّه يكون قد أطاعهما ونال وسام الرحمة من الدرجة
الأولى (وأطيعوا الله والرسول لعلّكم ترحمون )() . وقال تعالى : (اتّقوا
الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته )() .
2 ـ الإستماع إلى وحي القرآن الذي جعله الله هدى ورحمة للناس ، فالذي
يبحث عن الهدى وعن الرحمة فلا يذهبنّ بعيداً .. دونه القرآن يجد الرحمة
منبثّة في سوره وآياته ، ولذا قال تعالى : (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له
وأنصتوا لعلّكم ترحمون )() .
وهناك العديد من القصص التي تروى عن أولئك الذين نفذ نور الرحمة إلى قلوبهم وهم يستمعون إلى القرآن بآذان واعية .
3 ـ الذكر والدعاء طريقان آخران من طرق اكتساب الرحمة ،
فأنت تستنزل شآبيب الرحمة الإلهية بدعائك الذي يعترف لله بالعبودية ، وبين
يديه بالتقصير والمعصية ، ويناديه بلسان أهل توحيده أ نّه فقير إلى رحمته
وهو غنيّ عن عذابه .
4 ـ قراءة قصص السيرة النبويّة المطهّرة ، وقصص الأئمة الأطهار والأولياء
الصالحين الأبرار الذين عرفوا رحمة الله وعرّفوها للناس قولاً وعملاً ،
فملكوا أعنّة القلوب ، وكانوا مثلاً أعلى في الرحمة التي فتحت طرقاً واسعة
إلى العقول الضالّة والقلوب القاسية .
5 ـ أشعر قلبك بالرحمة .. إملأه بها .. لا تبخل على مَنْ حولك بها .. ولا تخف نفاداً .. فالرحمة ـ كالعلم ـ تزداد على الإنفاق .
أخيراً ..
ردِّد في أعقاب كلّ صلاة :
«أللّهمّ إنّ مغفرتك أرجى من عملي
وإنّ رحمتك أوسع من ذنبي ..
أللّهمّ إن كان ذنبي عندكَ عظيماً
فعفوك أعظمُ من ذنبي ..
أللّهمّ إنْ لم أكنْ أهلاً أن أبلغَ رحمتك
رد: البركه بالشباب
بجد موضوع رااااااااااااااااائع جداااااااااااا
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان حسناتك
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان حسناتك
Honey- فارس عملاق
- الجنس :
عدد المساهمات : 800
العمر : 31
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى